هل هناك فرق ما بين (البقشيش) والرشوة ؟!، طبعا هناك فرق، غير أن الأمر يلتبس على البعض.
ويقال أن أول ما نشأت فكرة (البقشيش)، ونحن ننطقها (بخشيش) أو منحة - سموها ما شئتم -، يقال إنها أول ما نشأت كانت خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر في (بارات) وندوات إنجلترا، وكان على روادها أن يسقطوا النقود في صندوق من النحاس نقشت عليه هذه العبارة: (لضمان السرعة).
ولتجربتي في مجال البخشيش تجربتان لا أنساهما، الأولى في أواخر الستينات أو أوائل السبعينات، عندما كنا شبابا من (الصيعيه)، نذهب بعد المغرب إلى (قهوة كاظم) – الله يذكرها بالخير – لكي نرفه عن أنفسنا بشرب الشاهي والذي منه، وفي أحد الأيام كان الحساب علي، فدفعت للعامل الحساب، وزدته فوقه ريالين كإكرامية، وإذا به يرفضهما، ويا ليته اكتفى بالرفض فقط، لكنه رفع عقيرته صائحا بي وهو يقول: أنت تبغى (تبلصني)؟! - أي ترشيني -، فقلت له: أبلصك على إيه يا منتف ؟!، فرد لي الصاع صاعين وكاد أن يشتبك معي، لو لا أن الحضور حالوا بيني وبينه.
والثانية في أوائل الثمانينات عندما كنت أسكن في أحد الفنادق بالقاهرة، وأحضر لي المستخدم (فاكس) كنت أتوقعها، وخبط على الباب، ولكي أتحاشى دفع البخشيش، قلت له: لو سمحت مررها لي من تحت الباب، فقال لي بتلامة، الورقة يا بيه جوا (الطبق)، والطبق كبير ما يدخلش من تحت الباب، وانتصر بذكائه.
هذا عن البخاشيش، ولكن ماذا عن الرشاوى ؟!
فمما يروى - والعهدة على الراوي -: أن أحد أصحاب الشركات الكبيرة دخل في مناقصة أو مزايدة على أحد المشاريع المهمة في دولة من دول أمريكا الجنوبية الممتلئة (بالكوربشن) في ذلك الوقت، وطلب مقابلة مع الوزير الذي بيده الحل والعقد، وحددوا له الموعد، وقبل أن يذهب إليه بيوم واحد، استشار أحد معارفه المستوطن في تلك الدولة، لينصحه كيف يتصرف.
فقال له: المسألة بسيطة، فكل ما عليك هو أن تحمل من ضمن أوراقك ومستنداتك شنطة بها (مليون دولار)، وأثناء كلامك مع الوزير تخرج المبلغ خفية دون أن يفطن ثم ترميه تحت قدميه، وتنبهه إلى أن المليون قد سقط من جيبه لكي لا تحرجه، وهذا هو ما حصل فعلا، غير أن الوزير عندما سمع كلامه قال له بكل برود وهو يستعرض الأوراق دون أن يرفع رأسه: لا أنت غلطان، الذي سقط من جيبي هي ثلاثة ملايين.
وحادثة أخرى هي من صنع خيالي، فيقال إن متهما بالرشوة، وكل محاميا له، ولكنه منذ البداية صارحه قائلا: إن الأدلة القوية كلها ضدي وتدينني، ثم أردف قائلا: غير أنني أملك الآن عشرة ملايين ريال، فهل تعتقد أنك تستطيع تبرئتي ؟!
أجابه المحامي (النمس): إنني أضمن لك أمرا واحدا، وهو أنك لن تدخل السجن ما دمت تملك هذا المبلغ.
وهذا هو ما تم فعلا، لقد دخل السجن معدما.
لعن الله الراشي والمرتشي.
ولكن اتركوا الكلام، يا ليتني كنت وزيرا في دولة من دول أمريكا الجنوبية، يا ليت.
ويقال أن أول ما نشأت فكرة (البقشيش)، ونحن ننطقها (بخشيش) أو منحة - سموها ما شئتم -، يقال إنها أول ما نشأت كانت خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر في (بارات) وندوات إنجلترا، وكان على روادها أن يسقطوا النقود في صندوق من النحاس نقشت عليه هذه العبارة: (لضمان السرعة).
ولتجربتي في مجال البخشيش تجربتان لا أنساهما، الأولى في أواخر الستينات أو أوائل السبعينات، عندما كنا شبابا من (الصيعيه)، نذهب بعد المغرب إلى (قهوة كاظم) – الله يذكرها بالخير – لكي نرفه عن أنفسنا بشرب الشاهي والذي منه، وفي أحد الأيام كان الحساب علي، فدفعت للعامل الحساب، وزدته فوقه ريالين كإكرامية، وإذا به يرفضهما، ويا ليته اكتفى بالرفض فقط، لكنه رفع عقيرته صائحا بي وهو يقول: أنت تبغى (تبلصني)؟! - أي ترشيني -، فقلت له: أبلصك على إيه يا منتف ؟!، فرد لي الصاع صاعين وكاد أن يشتبك معي، لو لا أن الحضور حالوا بيني وبينه.
والثانية في أوائل الثمانينات عندما كنت أسكن في أحد الفنادق بالقاهرة، وأحضر لي المستخدم (فاكس) كنت أتوقعها، وخبط على الباب، ولكي أتحاشى دفع البخشيش، قلت له: لو سمحت مررها لي من تحت الباب، فقال لي بتلامة، الورقة يا بيه جوا (الطبق)، والطبق كبير ما يدخلش من تحت الباب، وانتصر بذكائه.
هذا عن البخاشيش، ولكن ماذا عن الرشاوى ؟!
فمما يروى - والعهدة على الراوي -: أن أحد أصحاب الشركات الكبيرة دخل في مناقصة أو مزايدة على أحد المشاريع المهمة في دولة من دول أمريكا الجنوبية الممتلئة (بالكوربشن) في ذلك الوقت، وطلب مقابلة مع الوزير الذي بيده الحل والعقد، وحددوا له الموعد، وقبل أن يذهب إليه بيوم واحد، استشار أحد معارفه المستوطن في تلك الدولة، لينصحه كيف يتصرف.
فقال له: المسألة بسيطة، فكل ما عليك هو أن تحمل من ضمن أوراقك ومستنداتك شنطة بها (مليون دولار)، وأثناء كلامك مع الوزير تخرج المبلغ خفية دون أن يفطن ثم ترميه تحت قدميه، وتنبهه إلى أن المليون قد سقط من جيبه لكي لا تحرجه، وهذا هو ما حصل فعلا، غير أن الوزير عندما سمع كلامه قال له بكل برود وهو يستعرض الأوراق دون أن يرفع رأسه: لا أنت غلطان، الذي سقط من جيبي هي ثلاثة ملايين.
وحادثة أخرى هي من صنع خيالي، فيقال إن متهما بالرشوة، وكل محاميا له، ولكنه منذ البداية صارحه قائلا: إن الأدلة القوية كلها ضدي وتدينني، ثم أردف قائلا: غير أنني أملك الآن عشرة ملايين ريال، فهل تعتقد أنك تستطيع تبرئتي ؟!
أجابه المحامي (النمس): إنني أضمن لك أمرا واحدا، وهو أنك لن تدخل السجن ما دمت تملك هذا المبلغ.
وهذا هو ما تم فعلا، لقد دخل السجن معدما.
لعن الله الراشي والمرتشي.
ولكن اتركوا الكلام، يا ليتني كنت وزيرا في دولة من دول أمريكا الجنوبية، يا ليت.